يا غزه الحبيبة
لا تنزفي الدماء و الدموع
فإخوتي في الشرق
لن يسمعوا بكائك
لن يرفعوا راياتهم الجريحة
لن يستجيبوا لصراخ الضمير
فضميرهم قد مات
ودفنوه بالمريخ
وهوايتهم منذ ألان
هو النوم على الريش الناعم
و الشخير
و تفكيرهم
كيف يأكلون ...ومتى يشربون
و التحدث عما يلبسون
من الحرير
وكل شئ يمس القضية
هو شئ بالنسبة لهم
تافه و أكثر من حقير
يا غزه الحبيبة
لا تنزفي الدماء و الدموع
فالطفلة البريئة
دلوقتى يتيمة
و أمنا حواء
ما عادت تنجب الأبطال
دلوقتى عقيمة
و أرضنا في الشرق
لعدونا باتت غالية ثمينة
و لأبنائها العرب
قد أصبحت لدى أبنائها
رخيصة
و الطفلة الجميلة
دلوقتى حزينة
غريبة في أرضها
غريبة في دارها
كم هيا مسكينة أجيالنا
لأننا لا نورث أجيالنا
في الشرق
إلا حضارة عليلة
صحيح ما نقوله
عن أننا نحن من صنع
التاريخ و أمجادنا
فيه كثيرة
لكننا اليوم نشكوا للزمان زلنا
نشكوا ل عمر و صلاح الدين ضعفنا
و جبننا و صمتنا
و نشكوا إليهم نفوسنا الذليلة
و الطفلة قد أشعلت في الليل
للشمعة الفتيلة
و أضاءت الكون حولها
فلم ترى إلا الجثث
هامدة أمامها
و أمها القتيلة
و الدمعة غطت جفنها
و خبئت أسرارها الدفينة
لكنها أبت إلا
أن ترفض الهزيمة
فإما أن تحطم للقدر يأسه
و إما أن تكون
للعروبة هي شهيدة كريمة نبيلة