موضوع: رواية..فسحة الامل الخميس سبتمبر 16, 2010 3:51 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فسحة الأمل
الفصل الأول
عصام شاب في العشرين من عمره يعمل موظفا بسيطاً في المدينة كان كعادته يستيقظ في الصباح الباكر ويتجه نحو المحطة ليركب أول قطار يتجه إلى المدينة ولكن هذه المرة وصل مبكرا عن موعد القطار ولم يكن في المحطة سوى بائع التذاكر والحارس ذهب ليقطع التذكرة عصام : صباح الخير سيدي بائع التذاكر : صباح الخير يا بني عصام : تذكرة للمدينة لو سمحت ، متى سيصل القطار بائع التذاكر وهو يسلم التذكرة لعصام : بعد ساعة
ابتسم عصام ابتسامة خفيفة واخذ التذكرة وجلس على المقعد ينتظر ومر بجانبه بائع الجرائد واشترى واحدة ليقراها كي يمر الوقت بسرعة تارة يقرا وتارة ينظر إلى ساعته وتارة أخرى ينظر حوله عله يجد أحداً ويرجع ليكمل قراءة جريدته ونهض من على المقعد واتجه إلى بائع التذاكر ليعطيه الجريدة بائع التذاكر : هل من أخبار جديدة عصام : الأخبار هي نفسها لا جديد بائع التذاكر : يا الهي إلى متى وصحافتنا إلى تراجع عصام : معك حق
واستدار ذاهباً إلى المقعد ما هي إلا لحظات وبدأ الناس يأتون الى المحطة وهو يراقب ما يفعلونه وكيف يتحركون ويستمع لأحاديث البعض ممن يقفون بقربه واختلطت الأصوات في أذنيه فمن شدة تعبه صار يسمعها مثل طنين النحل ونهض من على المقعد واتجه نحو سكة الحديد علٌه يرى القطار قادما أو حتى يسمع صفيره أو يرى الدخان المتصاعد منه لأنه سئم الانتظار واستدار ليعود إلى المقعد ولكن هناك من سبقه وجلس عليه إنهما زوجان عجوزان كبيران في السن والتجاعيد تملأ يديهما ووجهيهما بجانبهما سلال الخضروات والفواكه وهم ذاهبان إلى المدينة ليبيعا محصولهما ويسترزقا وكانا يبدوان منسجمين مع بعض وابتسم ابتسامه خفيفة واقترب ووقف بجانبها ليسمع ما يدور من أحاديث بينهما وكان مستمتعا بما يدور من حديث بينهما الذي لم يقطعه سوى صافرة القطار وأخيرا وصل وتنهد تنهيدة كبيرة واتجه نحو القطار ليركب وضع قدمه داخل القطار والأخرى خارجه واستدار خلفه فإذا بالعجوزين يحملان السلال وقد بدت ثقيلة وانزل قدمه وركض نحوهما وحمل كل السلال معهما وكان سعيدا بمساعدته لهما الرجل العجوز : شكرا لك يا ولدي عصام : لا تشكرني يا عمي هذا واجبي
ابتسم العجوزان لعصام وهما يدعوان له وكان فرحا جدا بدعائهم له وركبا القطار وكان الرجل العجوز يمسك يد زوجته ليساعدها على الركوب وكان عصام يراقب منظر هذين العجوزين والانسجام بينهما كأنهما عروسين جدد وركب عصام القطار وجلس على المقعد وهو يفكر بمنظر العجوزين الذي لم يغب عن ذهنه وكان شارد الذهن يفكر ولم يقطع تفكيره سوى عامل القطار وهو يقول له : التذكرة من فضلك تنهد عصام تنهيده خفيفة وراح يبحث التذكرة في جيوبه عامل القطار : التذكرة يا سيدي عصام : لحظة أنا متأكد أنني وضعتها في جيبي ربما سقطت مني وأنا أساعد العجوزين انتظرني لأحضرها عامل القطار : حسنا سأعود إليك مرة ثانية ربما تجدها
ذهب عصام ليبحث عن التذكرة في المكان الذي ساعد فيه العجوزين وقبل أن يخرج من القطار استوقفه الرجل العجوز قائلا : أهي لك عصام : نعم يا عمي كنت ذاهبا لأبحث عنها العجوز : لقد وجدتها وأنا أتفقد بضاعتي عصام مبتسما بوجه العجوز : شكرا لك يا عمي
قبٌل عصام جبين العجوز وعاد إلى مقعده وقد سلم التذكرة للعامل وقبل أن يتحرك القطار نهض عصام من مقعده وذهب ليجلس أمام العجوزين حتى إذا ما وصلوا للمدينة يساعدهما في تحميل بضاعتهما ويذهب لعمله حتى وان تأخر سيكون فرحا وهو يساعدهما
الفصل الثاني
تحرك القطار وكان يجلس مقابل العجوزين ينظر من خلال الشباك يشاهد الطبيعة الخلابة والهدوء يخيم بالقطار يعكره صوت عجلات القطار وهو يسير على السكة والصافرة وكان مستسلما لتفكير عميق والعجوزان يراقبانه الزوجة : لو كان ابننا على قيد الحياة هل سيكون مثل هذا الشاب الزوج : نعم يا عزيزتي فان ابننا كان يحبنا وباراً بنا ويسعى لإرضائنا هذا الحديث قطع حبل أفكار عصام وأدار وجهه نحوهما مبتسما عصام : عماه.. هل عندك أولاد؟؟؟ الرجل العجوز : نعم يا بني كان لنا ابنا شابا بعمرك واسمه سعيد ولكن شاء الله أن يرحل عنا عصام : أتقصد انه .... قطع العجوز كلام عصام قائلا بنبرة حزينة : نعم مات عصام وقد بدا عليه التوتر : آسف يا عمي لأني ذكرتك به العجوز وهو يمسح دموعه : لا يا بني فنحن لم ننسه أبدا عصام : عمي ، هل من الممكن أن تخبرني كيف مات ابنك ؟
التفت العجوز نحو النافذة وراح يتذكر أحداث ذلك اليوم والدموع تنهمر من عينيه ويسرد القصة بصوت تعلوه غصة قائلا: كان ابني شابا بعمرك بارا بنا يحبنا حبا شديدا يسعى لإرضائنا دائما وكانت ابتسامته لا تفارق محياه ووجهه يشع نورا الجميع يحبه وكان يفضلهم على نفسه كان يساعد الناس يعطي بيمينه فلا تعلم يسراه ما أعطى كان كريما جدا إلى أن جاءنا في ذلك اليوم ......... صمت العجوز لبرهة ومسح دموعه وبدا عصام متأثرا لحالة عصام : هون عليك يا عمي اعذرني لأني ذكرتك بذلك اليوم العجوز : في ذلك اليوم أتاني ابني واخبرني بأنه سيذهب برحلة مع أصدقاءه وافقنا أنا ووالدته على ذهابه فهو معتاد على هذه الرحلات وشاء الله تعالى ان تكون هذه رحلته الاخيرة
بدا عصام متأثرا ومتوترا أيطلب من العجوز السكوت أم يجعله يخرج مكنونات قلبه لم يشعر أن جميع الركاب قد اجتمعوا عليهم ليسمعوا ما حدث ورفع عصام رأسه كي يخفي دمعة محتمل نزولها من عينيه ولكنه تفاجأ بوجود الركاب مجتمعين حولهم فانزل رأسه وأخفى عينيه وراء نظارات سوداء عصام : والى أين كانت الرحلة يا عمي ؟ العجوز : إلى الوادي الجنوبي صمت العجوز برهة ثم أكمل قائلا : في صباح ذلك اليوم كان على غير عادته قاطعه عصام : كيف يا عمي ؟ العجوز : بدا مهموما واختفت بسمته وانطفأ بريق عينية كان كعادته طوال الوقت يوصينا بان نهتم بأنفسنا وامن لنا كل ما نحتاجه وكأنه يعلم انه لن يعود وقبل أن يخرج قبل يدانا أنا ووالدته وطلب الرضا وقال ممازحا إيانا كعادته لا تبكوا أن لم ارجع ويخرج مبتسما في هذه المرة خرج مخفيا دمعة بعينيه وأحست والدته بان قلبها قد انتزع من مكانه
وبدا جو البيت متوترا على غير العادة وكأننا ننتظر حدثا غريبا كانت زوجتي جالسة على المقعد تقشر البطاطا وأنا اجلس بزاوية الغرفة على الكرسي الهزاز الخشبي احتسي قهوتي المعتادة وضربات قلبي تزداد مع كل رشفة نهضت من على الكرسي وأسرعت نحو الباب ونظرت للخارج والتفت يمينا ويسارا أحسست كل ما حولي حزينا وعدت ثانية وجلست على الكرسي لأشغل نفسي عن التفكير وابعد وساوس الشيطان عني ومددت يدي فوق الرف وأخذت كتابا ورحت اقرأ من دون توقف
وما إن انتصف اليوم حتى رن جرس الباب فالتفت نحو زوجتي فقمت متثاقلا لأفتح الباب فإذا بشرطي يسال : أهذا بيت سعيد ؟ فقلت له : نعم هو بيته ولكنه غير موجود ذهب في رحلة مع أصدقاءه ولكن ماذا تريد منه ؟ الشرطي : أنا آسف يا عمي أن أخبرك بان سعيد قد أصيب في حادث وهو الآن بالمستشفى
كان الخبر صدمة كبيرة علينا فلم أتحمل فوقعت على الأرض مغميا علي في الوقت الذي يجب أن أهون عليها المصيبة وجدتها أقوى مني ذهبنا إلى المستشفى وما إن وصلنا اخبرونا بان سعيد قد توفي وكان وقع الخبر وكأن أحدا غرز سكين في صدري وأم سعيد كانت تبكي بحرقة وتهون علي صدقني يا ولدي ما رأيت أما صابرة لفقدان ولدها كما كانت صابرة ومحتسبة وكانت تقول لي يا أبا سعيد أن ابننا أمانة من الله وهبنا إياه فاليوم قد استرد الله عزوجل أمانته فادعوا له ورحل سعيد ولم يبقى لنا أحدا لا أهل ولا أقارب والحمد لله فمن خلقنا لا ينسانا أبدا الجميع متأثرين ويبكون لحال العجوزين
الفصل الثالث
ووصل القطار إلى المدينة ونزل الجميع ووجوههم حزينة كأنهم خارجون من عزاء أما عصام فقد ساعد العجوزين في إنزال بضاعتهما عصام : عمي ... من اليوم فصاعدا اعتبرني ابنك العجوز : شكرا لك يا بني عصام : هذا رقم هاتفي اتصل بي وسأكون عندك خلال لحظات أراكم قريبا
ترك عصام العجوزين واتجه إلى عملة مستغلا سيارة أجرة وطوال الطريق يفكر بالعجوزين ويتساءل : هل سيراهما مرة أخرى ؟ هل سيتصلان به ؟ وأسئلة كثيرة لم يجد لها حل وصل مقر عملة وجلس على مكتبه لم يستطع ان يكتب شيئا ولم يستطع التركيز في عمله فذهنه مشوش وتفكيره مشتت يفكر بحال العجوزين تارة يقف ويتجه نحو الشباك وتارة يجلس على مكتبه وزميله أنور ينظر إليه مستغربا تصرفاته أنور : مابك يا عصام ليس من عادتك أن تكون هكذا عصام : لا اعرف يا أنور أنا قلق جدا عليهما أنور : من هم ؟!!
اخبر عصام زميله أنور بكامل القصة واخبره بأنه سوف يساعده للوصول إليهما خرج عصام وأنور من عملهما وذهبا بالسيارة يبحثان عن العجوزين وأين ممكن أن يكونا وذهبا يجوبان شوارع المدينة وأزقتها علهما يجدانهما ولكن لا فائدة وأشار عصام على صديقه أن يذهبا إلى المحطة عله يجد لهم أثرا ما إن وصلا حتى نزل عصام يبحث عنهما ويساءل عصام لعامل المحطة : مرحبا سيدي هل لي بسؤال ؟ عامل المحطة : تفضل يا أخي عصام : أريد أن أسالك عن رجل وامرأة عجوزان كانا هنا صباحا يحملان سلال الخضراوات والفاكهة و.............. قاطع عامل المحطة عصام : نعم ، نعم رايتهما بعد أن نزلا من القطار حضرت سيارة وأخذتهما عصام : إلى أين ؟ العامل : إلى السوق المركزي بوسط المدينة
شكر عصام العامل وأسرع لصديقة واخبره ما جرى من حديث وطلب منه أن يأخذه إلى السوق المركزي وانطلقا ذاهبين إلى هناك وعصام ما بين حالة من الفرح لأنه عرف مكانهما وحالة من القلق والخوف إلا يجدهما فيخيب أمله وصلا للسوق وقد كان مزدحما وذهبا يبحثان عنهما في زحمة السوق ومن بعيد لمح عصام العجوزين فكانت سعادته لا توصف وركضا نحوهما أما العجوزين فقد كانت سعادتهما كبيرة لرؤية عصام مرة أخرى عصام : الحمد لله أني وجدتكما لقد كنت قلقا عليكما العجوز ممازحا عصام : لا داعي للقلق يا ولدي فما زلنا أحياء عصام : ههههههههه الحمد لله ، هذا أنور صديقي عندما أخبرته بقصتكما ساعدني في البحث عنكما العجوز : أهلا يا بني شكرا جزيلا لك أنور : لا داعي للشكر يا عمي فانا أيضا أحببت التعرف عليكما العجوز : بارك الله بكما يا أولادي عصام : الآن وقد عرفت مكانكما وسأعود لاصطحابكما في الساعة الواحدة
عاد عصام وأنور إلى عملهما وهما بقمة السعادة وراح عصام يعمل بهمة ونشاط على غير العادة وكلما أنجز عمل نظر في ساعته خشية أن تأتي الواحدة وهو لم يذهب إليهما كان يشعر أن الوقت يمر سريعا
الفصل الرابع
دقت الساعة مشيرة إلى الثانية عشرة والنصف نهض عصام وخرج مسرعا وأوقف سيارة أجرة ليذهب إليهما ووصل في الوقت المناسب ووجدهما في انتظاره وأخذهما معه وعزمهما على الغداء في احد المطاعم الراقية وأكلوا واستمتعوا عصام : اجلسا هنا قليلا سأدفع فاتورة الطعام العجوز يمد يده إلى جيبه : خذ يا بني ربما تحتاج هذه النقود عصام : لا يا عمي معي ما يكفي من النقود شكرا لك
بين إصرار العجوز ورفض عصام اقنع عصام العجوز بأنه سوف يأخذها منه إذا احتاج أو نقصت نقوده عصام : الفاتورة سيدي موظف المطعم : تفضل يا أستاذ عصام : شكرا لك ولخدماتكم المتميزة
دفع الفاتورة وعاد معهما إلى المحطة ليرجعوا إلى القرية وعند الساعة الرابعة وصل القطار وركب جميع الركاب وتحرك باتجاه القرية وكان التعب باد على الجميع أما العجوزين فقد استسلما لنوم عميق وعصام ينظر من الشباك حيث يرى الشمس خلف المرج الأخضر وهي تتراجع عند المغيب وينكمش نورها فيتجمع في بؤرة واحده ثم يتلاشى كانحسار المياه عن ساحل بعيد إلى أن وصل القطار للقرية ونزل الجميع وكل ذهب إلى بيته أما عصام فقد ذهب مع العجوزين ليوصلهما إلى منزلهما وكذلك ليعرف عنوانهما حتى يرجع لزيارتهما بعد ذلك رجع إلى بيته بعد أن اطمئن عليهما ودخل إلى منزله وبدل ملابسه واستلقى على سريرة وراح يسترجع أحداث اليوم بأكملها حاول أن ينام فلم يستطع وفتح الشباك ليرى الطريق الليل هنا فهو بهيم ساكن لم تجعله الكهرباء نهارا ورفع رأسه إلى السماء ليتأمل الفضاء ويفكر في مهرجان النجوم المتراقصة وجمال القمر الوديع وبعدها أغلق الشباك وغط في نوم عميق
الفصل الخامس
اعتاد على رؤيتهما كل يوم بالمحطة أو انه يذهب لزيارتهما بين الحين والآخر يساعدهما ويلبي احتياجاتهما وكان دائم الاتصال يهما وهكذا مع مرور الأيام وفي احد الأيام وكعادته جاء للمحطة وانتظرهما لكن يأتيا وبعد عودته من عمله ذهب ليزورهما ويطمئن لحالهما وطرق الباب فلم يجبه احد وراح يسال الجيران عنهما ولكن لا احد يعرف مكانهما ومر أسبوعا كاملا على الحال نفسه وبدا قلقا جدا عليهما وعاد إلى بيته يفكر ويتساءل ما حدث لها ؟ أين ذهبا ؟ فجأة رن الهاتف عصام : الو ، نعم ، من المتحدث ؟ العجوز : أنا يا ولدي عمك اباسعيد عصام : عمي أين أنتما ؟ أنا قلق عليكما أسبوعا كاملا وان ابحث عنكما العجوز : نحن في المستشفى يا بني خالتك أم سعيد مريضة عصام : ماذا ؟ أنا آتًََ الآن
أغلق السماعة وانطلق مسرعا إلى المستشفى وقلبه يخفق بقوة وذهنه مشوش وصل إلى المستشفى وسال موظفة الاستقبال عنهما ودلته عليهما عصام : عمي كيف حالك ؟ العجوز : الحمد لله يا ولدي عصام : ما بها خالتي أم سعيد ؟ العجوز : لا اعلم يا ولدي مر أسبوعا كاملا وهم يعملون فحوصات وأشعة ولم يخبرني أحدا ما بها ووضعوا عليها أجهزة التنفس عصام : انتظر هنا وسأذهب لاستفسر عن حالتها من الطبيب ذهب عصام إلى الطبيب ليستفسر عن حالة أم سعيد عصام : مرحبا دكتور الدكتور : أهلا وسهلا تفضل عصام : شكرا ، أنا عصام أود أن أسالك عن حالة المريضة ام سعيد الدكتور : هل هي والدتك ؟ عصام : هي مثل والدتي الدكتور : يؤسفني أن أقول لك أنها تعاني من جلطة بالقلب عصام : ماذا ؟! وكيف سأخبر زوجها بهذا الأمر ؟ لن يتحمل الخبر صمت الدكتور قليلا : تعال معي الفصل السادس
خرج عصام مع الطبيب مصدوما وكأنه تلقى صفعة قوية على وجهه ويفكر كيف يوصل الخبر إلى زوجها رأى العجوز عصام والطبيب قادمان نحوه وأخذاه إلى الاستراحة وضلا يحكيان معه ويمهدان له الموضوع الدكتور : عمي أنت مؤمن بقضاء الله وقدره وان ما يصيب الإنسان هو اختبار من رب العالمين ليراه أيصبر أم يجزع العجوز: الحمد لله الدكتور : وان ما حدث لزوجتك هو اختبار لك من الله عزوجل العجوز : زوجتي ، ما بها يا دكتور ؟ الدكتور : عمي يؤسفني أن أقول لك أنها تعاني من جلطة بالقلب كان الخبر صدمة كبيرة لاباسعيد وأدمعت عيناه حزنا على زوجته ورفيقة عمره وبقي إلى جانبها
وفي صباح ذلك اليوم كان الأمور على غير عادتها في غرفة أم سعيد الغرفة مليئة بالأطباء منهم من يضع لها أجهزة تنفس ومنهم من يقيس الضغط ولكن ماتت أم سعيد وخرج الأطباء من الغرفة ووقفوا مع اباسعيد واخبروه بموتها كان الخبر وقع عليه اشد من الزلزال فذهب إليها مسرعا وعيناه غارقتان بالدموع وقبل جبينها قبلة الوداع وجاء عصام وعلم بالخبر رآه العجوز قال :
رحلت رفيقة دربي وأخذت معها قلبي فرحماك بها ربي ادخلها جنة الخلد
بكى عصام والعجوز بكاءا مريرا تذكر عصام والداه المتوفيان أيضا ودفنت أم سعيد وظل اباسعيد وحيدا حزينا على زوجته ولكن عصام لم يتركه وقام برعايته وخدمته وكأنه يرعى والده