موضوع: قصة باب الحديد الخميس سبتمبر 09, 2010 4:29 pm
تعود ارواحنا المشتاقة لتلتقي عند باب آخر من ابواب أقصانا الحبيب .الذي اشتاق الى خطوات المؤمنين تدخله من بواباته الجليلة ورحلتنا اليوم ستكون الى باب الحديد.
وهو باب صغير لطيف ,يقع في الجهة الشمالية الغربية للمسجد الأقصى المبارك , ودكره كثير من المؤرخين ومنهم الإمام مجير الدير العلمي رحمه الله إذ قال فيه : باب الحديد باب لطيف محكم البناء وهو يعني أنه قوي متراص البناء فإذا رأيته شعرت بشدته وقوة صنعته , وهذا ما جعل بعض الناس يظن أن ذلك سبب تسميته ب باب الحديد. ولكن سبب التسمية يعود الى من جدد بناءه خلال العصر المملوكي , وهو (أرغون الكاملي) ومعنى اسمه باللغة التركية الحديد وقد كان تجديد بناء الباب ما بين اعوام 755-658هـ.
تلتصق بهذا الباب الجليل مدرسة اوقفها أرغون الكاملي ايضا .وتسمى المدرسة(الأرغونية), وفي الجهة المقابلة رباط يسمر (رباط الكرد) ملاصق للأقصى تقريبا .وقد انتشرت في القدس الشريف عدة اربطة خلال الفترة الأيوبية والمملوكية , وكانت هذه الأبنية مكانا يقصده محبو الأقصى وزواره . وسميت رباطا لأنها مأخوذة في سبيل الرباط في سبيل الله دفاعا عن هذه الأرض المقدسية. ومن هنا من عند رباط الكرد الجليل تبدأ قصة حزينة ... فقد بقي رباط الكرد قرب الأقصى سكنا لأحبابه ومقصدا للزائرين حتى جاء الغاصبون واقتطعوه من المنطقة المجاورة للمسجد الأقصى المبارك. ثم صادروه وحولوه الى كنيس يهودي سمي(هاكوتل هاكاتان) أي (حائط المبكى الصغير). وكانت الحجة التي جاء بها هؤلاءان الجدار (رباط الكرد) يحتوي على حجارة كبيرة تعود لعصر المعبد المزعوم التاني! وماكان ذلك الادعاءإلا لمصادرة الأرض وخنق الأقصى والسيطرة على مداخله ومخارجه . وقد ادت هذه الخطوة الإجرامية إلى السيطرة على حركة الدخول والخروج من باب الحديد إلى الأقصى المبارك . فانعكس ذلك سلبا على أهل القدس . فالميستوطنون يضاقون كل من يحاول الوصول إلى الأقصى من تلك الجهة . وهو ما يهدد في المستقبل بابا الحديد كله كما حدث لحي الغاربة الذي قبله .
إنها صرخة الأقصى من هذه السطور .. صرخة من باب الحديد.. ينتظر من ينقذه وباقي المسجد القصى المبارك من مخالب عدو لا يتورع عن وضع حجج كاذبة وأعذار واهية للسيطرة على اولى القبلتين . لكن هيات أن يفلح في ذلك , فللمسجد رب يحميه . وأبناء يدفعون عنه كيد الأعداء.